قال محمد سعيد السعدي، الوزير الأسبق والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية سابقا، إن السبب الحقيقي وراء قرار خروج التنظيم السياسي من الحكومة هو تقزيم تواجده الوزاري في حكومة العثماني المرتقبة إلى حقيبة وزارية واحدة يتيمة.
سعيد السعدي أوضح أن إعلان قيادة التقدم والاشتراكية الانسحاب من الحكومة هو تأكيد لفشل التحالف بين ‘الإخوان والرفاق” منذ سنة 2012، مضيفا أن “8 سنوات من التحالف مع حزب العدالة والتنمية أدت إلى تهميش حزب التقدم والاشتراكية على مستوى الخريطة السياسية والبرلمانية والحكومية”.
موقع حزب التقدم والاشتراكية في الساحة السياسية، وفق الوزير الأسبق، تراجع كثيرا بسبب وضع قيادة الحزب “PPS ” رهن إشارة “الإخوان”، وفق تعبيره، كما أشار إلى تراجع عدد المقاعد البرلمانية لـ”حزب الكتاب” من 20 إلى 12 مقعداً سنة 2016، ما أدى إلى فقدان الفريق النيابي، بالإضافة إلى تمثيليته بثلاثة مستشارين في الغرفة البرلمانية الثانية.
ويرى السعدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الموقف الصادر عن المكتب السياسي، الذي أرجع قرار الخروج من الحكومة إلى غياب الانسجام بين مكونات الأغلبية، هو “غير صحيح ومحاولة للتغطية على الفشل”.
وأردف المتحدث: “قبل بضعة أسابيع لم تكن قيادة حزب التقدم والاشتراكية تتحدث عن غياب الانسجام، بل بالعكس كانت تؤكد عملها من داخل الأغلبية بشكل متضامن؛ فسبحان الله بين عشية وضحاها أصبح المشكل في طبيعة التحالف القائم”، على حد قوله.
وشدد المصدر ذاته على أن “تقزيم الحقائب الوزارية لحزب التقدم والاشتراكية من حقيبتين إلى حقيبة واحدة يتيمة هو السبب الحقيقي وراء الخروج من الحكومة”، مشيرا إلى أن استمرار “الكتاب” بحقيبة واحدة كان سيؤثر على سمعة الحزب داخل الأوساط الرسمية والشعبية، وزاد أن “بنعبد الله لم يكن يملك خيارا آخر يسلكه”.
“تقزيم تواجد التقدم والاشتراكية في الحكومة بدأ عمليا مع حكومة العثماني في 2016، بعد أن كان بنكيران ولي نعمتهم، إذ تكرم عليهم بخمسة مقاعد وزارية رغم أن حجمهم لم يكن يساوي ذلك”، يضيف سعيد السعدي.
وخلص صاحب “خطة إدماج المرأة في التنمية” إلى أن “ما آل إليه التقدّميّون نتيجة طبيعية بعد تراجع أداء الحزب وتعرضه لهزات عديدة، من قبيل الزلزال السياسي وحذف وزارة شرفات أفيلال، ناهيك عن انتهاء الثقل السياسي الذي كان يتمتع به، خصوصا على مستوى إنتاج الأفكار وتكوين أطر الدولة؛ وهي أمور انتفت مع القيادة الجديدة التي تتحمل كامل المسؤولية في فشل الحزب”.