عرفت الداخلة منذ أكثر من ستة أشهر،ومازالت مئات الرحلات المتجهة صوب جزر الكناري عبر زوارق يمكن تسميتها” قوارب البحث عن حياة أفضل”,التي وصل جلها الى الضفة الأخرى و بقيت أخرى حبيسة الحظ العاثر, بعد ترصد السلطات لها فيما كان مصير أخرى الغرق عرض البحر. لكن من المتسبب في هذه الهجرة؟ و كيف تركت السلطات الظاهرة حتى إستفحلت و صعب وقفها؟
مدينة الداخلة حسب تعريف أغلب الوكالات و المصالح المختصة هي مدينة مغربية سياحية وساحلية، تقع ضمن نفوذ جهة الداخلة وادي الذهب، عاصمة الجهة، وتعتبر وجهة سياحة مهمة و مشهورة بإستقطاب عشاق وهواة الرياضات البحرية و المائية, فضلا عن ثروة سمكية كبيرة تفوق 50% من إجمالي المخزون الوطني، بالإضافة الى عائدات هائلة من القطاع الفلاحي و السياحي.
لكن بفعل تعاقب ثلة من المنتخبين و المسؤولين الذين لايؤمنون بخدمة الصالح العام و لا أيضا يهتمون بالأمانة التي كلفهم بها صاحب الجلالة، يبقى همهم الوحيد فقط تكديس الثروة و الإغتناء بغير وجه حق على معاناة المواطنين من خلال نهب ميزانيات المال العام.
كل هذه العوامل أثرت وبشكل عميق على المواطن المغلوب على أمره فاتسعت الهوة بين الطبقات الاجتماعية، ما أفرز حقيقة واحدة هي أن الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنى ما خلق لنا هذا الشرخ في التوزيع غير العادل في الثروة والتي تضيع معها الكثير من مصالح الساكنة.
هذه أسباب جعلت من المواطن المظلوم وبعد معاناة مريرة يدق كل الأبواب, لكنه وجدها موصدة في وجهه ما حتم عليه اللجوء الى طرق أخرى للبحث عن العيش الكريم و صون الكرامة، وبما أن مدينة الداخلة و بحكم موقعها الجغرافي وقربها من جزر الكناري إختار فئة من الشباب ركوب قوارب الموت لتنقلهم الى ضفة الفردوس المفقود لتحقيق الحلم المنشود, في حين يمكن تلافي ضياع خيرة شباب المدينة عبر فتح الإسثمارات وخلق فرص شغل للشباب وتدوير عجلة التنمية من أجل إحياء أهم فئة, والتي تعتبر العمود الفقري لكل الأمم بهكذا منطق يمكن أن نحافظ على ثروة الشباب وليس تغاضي المسؤولين عن هذه الظاهرة التي تفتت كبد العائلات والمجتمعات وكذا الأمم.
ختاما يجب الحسم من طرف السلطات, مع هذه الظاهرة عبر خلق بدائل وحلول يمكن للشباب من خلالها أن يبدع ويخرج طاقاته الكامنة, فإن إنهارت هذه الفئة ولم تستفد من الموارد التي تزخر بها المدينة, فالجميع سيدفع ثمن هذا التلكؤ الذي سيكون..باهظا ما تطورت وتقدمت أمة إلا عبر رفع منسوب الاهتمام بالشباب.
لماذا لا يتم تتويج الداخلة كمدينة للعبور و الهجرة ؟؟
