تعيش مدينة الداخلة على وقع ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كوفيد 19 مع ازدياد الوافدين بالجهة مايطرح عدة تساؤلات من المسؤول عن دخول حافلات النقل السياحي القادمة من الشمال بشكل يومي برغم الاجراءت المتواضعة المتخدة على اعتبار ان الجهة تعد اخر نقطة وليست مدينة عبور يصعب السيطرة على القادمين اليها مايستوجب اتخاد اليات اكثر نجاعة قصد الحد من ازدياد الحالات النشطة بالجهة .
هذا الوضع الذي يتفاقم يوما عن يوم سببه الرئيسي محاولة انعاش القطاع السياحي على حساب حياة الساكنة والتي طالما وجدت صعوبات جمة في التنقل لبعض المدن الشمالية ومحاصرتها باجرأت ادارية تتطلب وقت كبيرا للحصول على رخصة التنقل في حالات انسانية ومرضية مستعجلة لايمكنها انتظار المساطر المتبعة التي تأخد وقتا طويلا .
مفارقة كهذه تحتم الوقوف بمسؤولية وبحزم حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة خصوصا وان الجهة تعرف فقرا على مستوى القطاع الصحي ونقصا في الأطر الطبية التي يمكنها التعامل مع الوضع في حالة استفحاله والجميع يرى ان مدنا اصبحت بوضع خطير كمدينة طنجة التي شهدت توافد العديد من السياح قبل عيد الأضحى مما أدى الى ارتفاع مهول بعدد الحالات المصابة بهذا الوباء الذي ينتشر كالنار في الهشيم بكل بقاع الدنيا.
بعد أن كانت الجهة خالية تماما من أي حالة أضحت تقترب من أن تكون بؤرة مايستوجب الاسراع في اتخاد قرارت حازمة من طرف والي الجهة كونه الجهة المخول لها والتي فوض لها تدبيرهكذا نوع من المشاكل من طرف الحكومة ,واذ استمر الوضع هكذا فالنتائج لن تحمد عقباها.
والمتتبع للنسق التصاعدي لهذه الجائحة سيتبدى له جليا ان الاستهتار بهذا الوباء من لدن السلطات وبعض من الساكنة يؤزم الوضع الراهن ماسوف يعيد مسلسل وسيناريو الحجر الصحي التي لم نذق ثمارها وتبخرت ثلاث أشهر لم تجدي نفعا وكان قرار العودة التدريجية للحياة العادية قرارا لم يدرس بحكمة وخاصة فتح الطرق بين المدن برغم تصنيفها ضمن المناطق الموبؤة .
لهذا صار لزاما العمل بحس مسؤول بعيدا عن أي حساسيات سياسة أو فئوية ضيقة لا تكرس للحس الوطني الواقع على كاهل الجميع ولا تزكي منطق التكافل والتأزر الذي هو سمة لصيقة بسكان مدينة الداخلة الذين ابانو عن علو كعبهم غداة الحجر الصحي وعن مستوى وعيهم بخطورة الفيروس المستجد “كوفيد 19”, لكن التدابير التي اعقبتها لم تكن ترتقي الى المطلوب .
ختاما الشعار الانساني الخالد ” الوقاية خير من العلاج ” يبقى الحل الأمثل والخلاص الوحيد للمحافظة على الفرد بصفة خاصة وعلى المجتمع بصورة عامة فلنجعله تيمة أزلية تقينا من كل الشرور فالانتباه الانتباه سكان مدينة الداخلة.