الداخلة7: رأي
كما توقعنا قبل الاعلان عن حكومة أخنوش الثانية، فقد كان وجود محمد صديقي على رأس وزارة الفلاحة والصيد البحري خطأ جسيما دُفع من خلاله دفعاً عبر بعض اللوبيات لقطع الطريق على صلاحيات المرأة الأدرى بخبايا قطاع الصيد البحري والتي كانت ولا تزال سر نجاح المملكة في هذا الملف وطنيا ودوليا، ولا غرابة أن نشهد حكم المحكمة الاوروبية خلال فترة الصديقي بعد أن همش دور زكية الدريوش في المفاوضات الدولية التي كانت قادرة من خلالها على إقناع كل الاطراف الدولية بجدوى الشراكة الاقتصادية مع المغرب.
تعيد إذن حكومة أخنوش في نسختها الثانية القطعة المفقودة لقطاع الصيد البحري، وتمنح سيدة الوزارة الخبيرة كل الصلاحيات لتسيد القطاع وحل أزماته الجمة ولجم اللوبيات المفترسة التي عاثت فسادا في القطاع خلال المرحلة السابقة، وهو ما يستبشر به البحار وكل الفعاليات المهنية خيرا، حيث يحتاج القطاع الى قرارات قوية ومسؤول قادر على تحمل مسؤولياته في تكريسها وفرضها على كل اللوبيات المهيمنة على مفاصله، ولا أصلح لمثل هذه المهمة من سيدة الوزارة الاولى التي أصبحت اليوم إسما على مسمى مع تعيينها كاتبة دولة مكلفة بقطاع الصيد البحري، بل أكثر من ذلك الاطاحة بالصديقي و تعيين وزير جديد للقطاع يتماشى مع أفكارها ويقدر عمل هذه المرأة المقتدرة التي اعلن لوبي الثروة البحرية الحرب عليها قبل فترة.
في الداخلة التي ننتمي لها خاب ظن بعد الشخصيات السياسية المفترسة التي كانت تمني النفس ببقاء الصديقي وتهميش دور زكية الدريوش لصالح تقوية نفوذهم وممارساتهم المخلة بالقطاع، حيث إعتادوا على التهريب والدوس على القانون وخنق البحار وتدمير إستدامة الثروة، وبما أن الدرويش تمثل لهم الكابوس الاكبر لأعمالهم غير القانونية، فقد عمدوا خلال الفترة السابقة على تأجيج الوضع ومحاولة استغلال بعض المنابر الاعلامية المتواجدة خارج التراب الوطني لبث سمومهم ومحاولة تشويه صورة السيدة التي صنعت مجد القطاع وحولته الى عجلة إقتصادية متكاملة تتحدث الارقام بشكل جلي عن كفاءتها وحسن تدبيرها.
ولعل الملاحظ لهذه الحكومة الاخنوشية الجديدة يستبشر خيرا بهذا التعيين للسيدة زكية الدرويش، حيث كان رئيس الحكومة موفقا برد الجميل لهذه المرأة المكافحة والعملية، التي يعلم جيدا القاصي والداني من من احتكوا بها بأنها من المسؤولين القلائل الحاضرين بشكل يومي في مكتبها، وعلى إتصال دائم بكل المندوبيات والمتدخلين في القطاع لحل مشاكله ووأد الصراعات بين مكوناته ونزع الالغام التي يزرعها بشكل دائم لوبي الجشع والافتراس واللاقانون بجل الجهات التي تشهد مخزونا سمكيا مهما. وعليه لا يمكننا إلا نطلب للسيدة زكية الدريوش كل السداد والتوفيق في مهامها الجديدة على أمل أن تنتشل القطاع من أزماته وتعيد تدوير حركته الاقتصادية مجددا بعد طول إنسداد وجمود عرفه قطاع الصيد البحري، ولا عزاء بعدها لكل من حاول تشويه سمعتها من قريب أو بعيد.