يستمر غاز الامونيا في حصد الارواح ب”جنة الإستثمار”

3 مايو 2023
يستمر غاز الامونيا في حصد الارواح ب”جنة الإستثمار”

الداخلة7

لاتزال مدينة الداخلة تعيش الأزمة تلو الأزمة بسبب غياب المراقبة وغياب حس المسؤولية واللامبالاة كأن الإستثمار بهذه المدينة أضحى نقمة، هاهي تطفوا على السطح للمرة الثانية تسرب غاز الأمونيا الذي أثارته جريدتنا في المرة السابقة وهذه المرة أدى إلى وفاة أربعة أشخاص ذنبهم الوحيد البحث عن لقمة العيش.

 

 

 

 

 

ويبدو أن غاز الأمونيا الذي يستخدم في أنظمة التبريد الصناعي المخصصة للمرافق التي تحتاج إلى التبريد لدرجات حرارة منخفضة والذي يعتبر صديقا للبيئة لم يكن هذه المرة صديقا للإنسان بل كان عدوا كشر عن أنيابه وغرسها في أجساد ناس بسطاء لكن الذنب ليس ذنب غاز الأمونيا بقدر ما أنه مسؤولية الوصيين على القطاع ونقص غاز الأمونيا صديق البيئة في المركبات الحسية لديهم فالمسؤولية هنا مشتركة بين المصنع ومصلحة المراقبة في القطاع الوصي الغارق في سبات عميق.

 

 

 

 

 

وبرغم أن غاز الأمونيا عديم اللون إلا أن له رائحة قوية مما يسهل إكتشاف أي تسرب داخل محطة التبريد من أجل المسارعة الى السيطرة عليه وتجنب عواقبه الوخيمة وعلى رأسها حياة الناس، فكيف يمكن تفسير ما وقع بإحدى وحدات التجميد بمدينة الداخلة لأن استخدام هذا الغاز يجب أن يصاحبه تركيب نظام كشف التسرب نظام كشف التسرب لسلامة تشغيل مبردات الأمونيا، وذلك وفقا لمعايير التبريد الدولية، حيث يتكون من مستشعرات الكشف والإنذارات، ومراوح شفط الهواء إلى خارج المبنى، وهل ياترى يتلقى المهندسيين والفنيين والعملاء التابعين لهذه الوحدات إلى دورات توعوية وتدريبية منتظمة أم أن الأمر هكذا متروك على عواهنه.

 

 

 

 

 

 

 

 

هذه الحادثة الأليمة هي إنذار آخر من إنذارات الزمن التي تدق ناقوس الخطر وتنذر بأن هناك إهمال واضح لحياة الأفراد ويكشف بما لايدع مجالا للشك أن القيميين على هذا القطاع لا يقومون بعملهم بالشكل الصحيح ومادام الأمر يسير في هذا المنحى فيجب فتح تحقيق من طرف السلطات الأمنية والوقوف على الحيثيات والظروف التي أدت الى وفاة المستخدمين.

 

 

 

 

فإلى متى سيستمر هذا العبث بمدينة يشار لها بالبنان ويتم تلميع وتضحيم صورتها والواقع هو مغاير تماماً لما يتم تصديره، وإلى أي مدى سيبقى كل ما له علاقة بالتصدير خارجيا ذو جودة وداخليا رديئ بصورة بشعة، ونحن بدورنا سنبقى بالمرصاد ونصدر الصورة الحقيقية الى حين إصلاح الوضع وتنظيف هذه المدينة من كل مايمكن أن يفسد طمأنينتها.

الاخبار العاجلة