لاتكاد تخلو رحلات الصيد بنوعيها الساحلية و في أعالي البحار من مخاطر كبيرة و إصابات و حوادث في الشغل يتعرض لها البحارة و الأطقم بالسفن، بسبب عدم تطبيق البرتوكولات المعمول بها دوليا لحفظ الأرواح بالبحر.
ونتفاجأ دائما بخبر وفاة بحار في ظروف و ملابسات غامضة، وتنتهي القضية بسرعة دون فتح تحقيق أو نشر نتائج البحث لمعرفة حيثيات الحادث، وسبب ذلك غالبا هو التهاون وعدم تطبيق بنود إتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار “SOLAS” التي وقع عليها المغرب، والتي يمكن أن تجنبنا العديد من الكوارث.
وينص الفصل الثالث، من ذات الإتفاقية التي صادق عليها المغرب، خاصة فيما يتعلق بمعدات وتقنيات حماية الأرواح على ضرورة توفر متطلبات الأجهزة والتقنيات الخاصة بحماية الأرواح، بما في ذلك متطلبات قوارب النجاة وقوارب الإنقاذ وسترات النجاة، وفقا لنوع السفينة، كا يشير الى أن جميع الأجهزة والتقنيات المذكورة يجب أن تتوافق مع متطلبات المدونة الدولية لتقنيات حماية الأرواح “LSA”، التي اعتُبرت إلزامية بموجب المادة 34 من اتفاقية (SOLAS).
هنا نجد أن غالبية أرباب السفن و المراكب يعتبرون البحارة فقط أداة للتحصيل و آلة لشفط البحر دون توفير أي مقومات الصحة و السلامة الجسدية، يظهر ذلك جليا من خلال عدة أشرطة متاحة في مواقع التواصل الإجتماعي لبحارة، بسبب إغفالهم عن حقوقهم، يقومون بأعمال لاتدخل في إختصاصاتهم و قد تعرضهم لأسوأ الحوادث.
هنا تجدر الإشارة الى ضرورة تدخل السلطات المختصة للوقوف على مدى تطبيق هذه الإتفاقيات و دفتر التحملات و العمل على إيفاد لجان للتفتيش-خلسة- و ضبط المخالفين و تحرير محاضر للحد من هذا العبث بأرواح البحارة و العاملين في مجال الصيد البحري.