الداخلة7
يبدو أن الهدوء الذي تعيشه مدينة الفنيدق لليوم الثاني على التوالي بعد أحداث “هروب 15 شتنبر”، لن يستمر طويلاً خاصة بعد الدعوات التي عادت عبر منصات التواصل الاجتماعي لهروب جماعي جديد بتاريخ الإثنين 30 شتنبر القادم.
ويتجدد هذا السعي لتكرار محاولات الهجرة غير النظامية إلى مدينة سبتة، في الوقت الذي مازالت تعيش فيه تخوم المدينة المحتلة إنزالاً أمنياً كثيفاً تحسباً لأي انفلات محتمل في أعقاب التوترات الأخيرة بالمنطقة، وبالتزامن مع تواصل استياء شعبي وحقوقي بشأن التدبير الحكومي لهذا الملف، الذي يقتصر حسب مراقبين على المقاربة الأمنية مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأحداث على مستوى الحكومة والبرلمان.
في هذا الصدد، يرى الحقوقي والباحث في قضايا الهجرة محمد بنعيسى، في حديث مع الصحافة، أنه من الطبيعي استمرار دعوات الهجرة غير النظامية “في غياب حلول جذرية لهذه المشكلة الاجتماعية، خاصة في ظل نشاط فضاء يسمح بتبلور فكرة الهجرة عبر مواقع السوشال ميديا”.
وشدد بنعيسى على أن الإجراءات الأمنية الحالية لن تمنع تكرار محاولات الهجرة باعتبار أن “المقاربة الأمنية تبقى دائماً مؤقتة”، إلا أنه من المتوقع أن تتطور وسائل المراقبة والمنع وغير ذلك من قبل السلطات، في مقابل تطور أساليب المهاجرين المهاجرين في التخفي والتمويه واستراتيجيات تجاوز الإجراءات التي تقوم بها السلطات الامنية إلى ذلك الحين.
ويتوقع المتحدث ذاته انخفاض نسبة القاصرين المشاركين في “الهروب الجماعي” القادم، مرجحاً تجاوز أعمار المرشحين للهجرة فيها 17 عاماً، مشيراً إلى أنها “من الممكن أن تنجح بالوصول إلى مدينة سبتة كما يمكن أن تفشل في ذلك”، مرجحاً أن يكون الضغط منخفضاً مقرانة مع أحداث 15 شتنبر، حيث قد تتوافد مجموعات قليلة ما يعني أن الأوضاع ستكون تحت السيطرة، “بحكم أن غالبية الشباب الذين يتوافدون من مناطق بعيدة لا يعرفون خصوصيات المنطقة”، لافتأ إلى أنه “رغم ذلك قد تشهد الأحداث انفلاتاً من جديد”.
المصدر : http://www.dakhla7.com/?p=20203